كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره (1) .
الوليد: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال:
تواعد الناس ليلة إلى قبة من قباب معاوية فاجتمعوا فيها فقام فيهم أبو هريرة يحدثهم عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- حتى أصبح (2) .
كهمس بن الحسن: عن عبد الله بن شقيق قال:
قال أبو هريرة: لا أعرف أحدا من أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أحفظ لحديثه مني (3) .
سفيان بن عيينة: عن عمرو عن وهب بن منبه عن أخيه همام سمعت أبا هريرة يقول:
ما أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا مني عنه إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب (4).
__________
(1) تاريخ دمشق 19 / 117 / 1.
(2) تاريخ دمشق 19 / 117 / 1.
(3) تاريخ دمشق 19 / 117 / 1.
(4) أخرجه البخاري 1 / 184 في العلم: باب كتابة العلم.
وعمرو: هو ابن دينار المكي.
وهو في تاريخ ابن عساكر 19 / 117 / 1.
وهذا الحديث يدل على أن أبا هريرة كان يجزم بأنه ليس في الصحابة أكثر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم منه إلا عبد الله مع أن الموجود المروي عن عبد الله بن عمرو أقل من الموجود المروي عن أبي هريرة بأضعاف مضاعفة.
وقد قال العلماء: إن السبب فيه من جهات أحدها: أن عبد اله كان مشتغلا بالعبادة أكثر من اشتغاله بالتعليم فقلت الرواية عنه.
ثانيها: أنه كان أكثر مقامه بعد فتوح الأمصار بمصر أو بالطائف ولم تكن الرحلة إليهما ممن يطلب العلم كالرحلة إلى المدينة وكان أبو هريرة متصديا فيها للفتوى والتحديث إلى أن مات ويظهر هذا من كثرة من حمل عن أبي هريرة فقد ذكر البخاري أنه روى عنه ثمان مئة نفس من التابعين.
ثالثها: ما اختص به أبو هريرة من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له بأن لا ينسى ما يحدثه به.
رابعها: أن عبد الله كان قد ظفر في الشام بحمل جمل من كتب أهل الكتاب فكان ينظر فيها ويحدث منها فتجنب الاخذ عنه لذلك كثير من أئمة التابعين.